منتديات الصداقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بأي عين أنظر إليك..؟ جزء 1

اذهب الى الأسفل

بأي عين أنظر إليك..؟ جزء 1 Empty بأي عين أنظر إليك..؟ جزء 1

مُساهمة من طرف احمد الجمعة أبريل 11, 2008 12:24 pm

بأي عين أنظر إليك..؟ جزء 1


حينما تشتري دفترًا جديدًا وتقلب بين صفحاته ، تسائل نفسك: هل أستطيع أن أملأ صفحاته البيضاء ، وربما تكون من أصحاب العزيمة والإصرار فتقول : غدًا أملا هذه الصفحات .. وربما يكون غيرك من أصحاب التواني والفتور فيقول: العمر طويل وسواء ملأتها اليوم أو غدًا .. فلا فرق ..
الكل يفكر في الوقت الذي يستغرقه لملء أوراق هذا الدفتر البيضاء ، فمن الناس من ينشط ومنهم من يكسل .. ولكن العبرة ليست بالنشاط والكسل والسرعة والبطء والهمة والعجز ، بقدر ما هي بالنوع .. نعم ؛ نوع ما ستملأ به هذه الصفحات..
وإذا نظر المؤمن إلى أوراق هذا الدفتر، وتأمل ما فيها وتخيل أن هذه هي صحيفته .. كتابه الذي سيأخذه يوم القيامة ، وهو الآن بين يديك ، أبيض ليس فيه خط واحد ، فبماذا تحب أن تملأه؟
إنك إذا خططت خطًا معوجًا أو كتبت كلمة خطأً ، رجعت إليها ومسحتها ، فلماذا لا ترجع إلى أفعالك وتقف مع أعمالك لتنظر الحسن من السيء، والجميل من القبيح، فتثبت الحسن والجميل، وتمحو السيء والقبيح.. إن هذا بكل بساطة هو معنى أن تحاسب نفسك.


معنى المحاسبة
يقول الله تعالى : "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون . ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم..." (الحشر: 18، 19).
قال الماوردي (رحمه الله): في مـعـنـى المحاسبة: "أن يتصفّح الإنسان في ليله ما صدر من أفعال نهاره، فإن كان محموداً أمـضـــــاه وأتبعه بما شاكله وضاهاه، وإن كان مذموماً استدركه إن أمكن وانتهى عن مثله في الـمستقبل"( موسوعة نضرة النعيم، 8/ 3317.).
وقال ابن القيم (رحمه الله): "هي التمييز بين ما له وما عليه (يقصد العبد) فـيـسـتـصـحـب مـا لــه ويـؤدي مـا عليه؛ لأنه مسافرٌ سَفَرَ من لا يعود"( مدارج السالكين، 1/187).
وقال الـحـارث الـمـحـاسـبي (رحمه الله): "هي التثبّت في جميع الأحوال قبل الفعل والترك من العقد بالضمير، أو الفـعــل بالجارحة؛ حتى يتبيّن له ما يفعل وما يترك، فإن تبيّن له ما كره الله ـ عز وجل ـ جانـبه بعقد ضمير قلبه، وكفّ جوارحه عمّا كرهه الله ـ عز وجل ـ ومَنَع نفسه من الإمساك عن ترك الفرض، وسارع إلى أدائه"( التربية الذاتية من الكتاب والسنة لهاشم علي أحمد 97).

السلف ومحاسبة النفس
والمتتبع لسيرة سلفنا الصالح يجد تراثًا زاخرًا لقضية محاسبة النفس ، مما يدل على خطورة المكانة التي احتلتها هذه القضية من أفهامهم وأعمالهم.
يقول عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) : "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية".
و كتب (رضي الله عنه) إلى بعض عماله قائلاً: "حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة، فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل الشدة، عاد أمره إلى الرضا والغبطة، ومن ألهته حياته، وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة".
وذكر الإمام أحمد عن وهب قال: مكتوب في حكمة آل داود: "حق على العاقل ألا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه، وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل، فإن في هذه الساعة عونًا على تلك الساعات وإجمامًا للقلوب".
وقال الحسن رضي الله عنه: "إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة همته".
ويحذّر ابـن الـقـيـم ـ رحمـه الله ـ من إهمال محاسبة النفس فيقول: "أضرّ ما على المكلّف الإهمال وترك المحاسبة، والاسـتـرسال، وتسهيل الأمور وتمشيتُها؛ فإن هذا يؤول به إلى الهلاك، وهذا حال أهل الغرور: يغمض عينيه عن العواقب، ويمشّي الحال، ويتكل على العفو، فيهمل محاسبة نفسه والنظر في العاقبة، وإذا فعل ذلك سهل عليه مواقعة الذنوب وأنسَ بها وعسر عليه فطامها)( إغاثة اللهفان، 82).
وكان الحسن البصري يقول: "المؤمن قوّام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة".
وقال ابن أبي ملكية: "أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل!!".
وقال الإمام ابن القيم (رحمه الله) : "ومن تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف، ونحن جميعنا بين التقصير، بل التفريط والأمن"
هكذا يقول الإمام ابن القيم رحمه الله عن نفسه وعصره، فماذا نقول نحن عن أنفسنا وعصرنا؟!
إنـا لنفرح بالأيام نقطـعــــــــــــها *** وكل يوم مضى يدني من الأجـل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً *** فـــإنما الربح والخسران في العمل
احمد
احمد
صديق جديد
صديق جديد

ذكر
عدد الرسائل : 7
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 31/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بأي عين أنظر إليك..؟ جزء 1 Empty رد: بأي عين أنظر إليك..؟ جزء 1

مُساهمة من طرف احمد الجمعة أبريل 11, 2008 12:25 pm

مشكور مروركم
احمد
احمد
صديق جديد
صديق جديد

ذكر
عدد الرسائل : 7
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 31/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى