منتديات الصداقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

(((☺☻)))||| يا ابن الـ ''...........'' ب

اذهب الى الأسفل

(((☺☻)))||| يا ابن الـ ''...........'' ب Empty (((☺☻)))||| يا ابن الـ ''...........'' ب

مُساهمة من طرف sawone الخميس ديسمبر 13, 2007 11:57 am



صار من الطبيعي جدا و المعتاد أيضا أن نسمع كمية كبيرة من السباب البذيء و المخل بالآداب العامة و نحن نتابع إحدى مباريات الدوري المصري، و لا تكاد أي مباراة تخلو من ذلك السباب مهما كانت المباراة و مهما كان الفريقين و من كل الجماهير باختلاف انتماءاتها.

يتحدث الخبراء و النقاد و الرياضيون أيضا عن هذه الظاهرة و يطالبون بوضع حد لها أو على الأقل بالتقليل منها فنجد أحدهم يهيب بالجماهير مثلا احترام خصوصية آذان المشاهدين أو المتابعين و نجد آخر يتحدث عن وجود الفتيات مثلا أو الأمهات بين المستمعين و أن هذا لا يليق و غير ذلك من السبل التي يظن البعض أنها ستأتي بنتيجة إيجابية لهذه الظاهرة.

و الحقيقة ان الموضوع أكثر قتامة بكثير جدا من مجرد ظاهرة.

و دعني أتحدث قليلا عن هذه الظاهرة بشيء من التفصيل بعض الشيء.

السؤال الأول لي هنا..هل هذه الظاهرة موجودة فقط في الملاعب أو مدرجات جماهير كرة القدم أو الرياضة عموما فقط؟ بالطبع الاجابة و بدون تفكير "لا"، فهذه الظاهرة موجودة في جميع الأماكن و على كل المستويات و بين كل الفئات و الطبقات من الشعب.

سؤال آخر، هل ظاهرة الشتائم البذيئة ظاهرة مستحدثة أو جديدة؟ بالطبع أيضا..لا...بل انها موجودة منذ القدم، بالطبع استحدثت الأجيال الجديدة الكثير و الكثير من الألفاظ و أدخلتها بجدارة ضمن معاجم الشتائم لكن في الأصل معظم هذه الشتائم موجودة منذ فترة ليست بالبسيطة أبدا.

اذن، مالذي استجد؟ و لماذا صارت ظاهرة واضحة بشكل كبير جدا في هذه الفترة؟

و الاجابة المنطقية هنا هو أن كل هذا ناتج عن نظرية الرسيب..أو التراكم، فالشتائم – شئنا أم أبينا – هي جزء من ثقافة الفرد أو ثقافة الشعب على وجه العموم، و قبل أن تعترض على هذه النقطة دعني أخبرك أن ثقافة الفرد أو الشعب ليست بالضرورة ثقافة إيجابية، و لكن هناك أيضا الثقافة السلبية أو السيئة و لكن كلا الثقافتين تعتبران جزءا مهما من تكوين الفرد و طريقة تعامله في حياته اليومية.

كيف تأثر السباب اذن بموضوع الترسيب أو التراكم؟

الموضوع ببساطة عبارة عن عملية تطور تدريجية في استخدام الألفاظ البذيئة، يتدرج الشخص في عدة أشياء بالنسبة لهذه الألفاظ.

فنجده يبدأ – و هو لا يزال صغيرا بريئا – بالألفاظ الصغيرة جدا أو الأكثر براءة..مثلا يا حمار...يا كلب...يا جحش... و خلافه، بالطبع هذه الألفاظ "الأولية" وصلت الى ذلك الطفل الصغير عن طريق الأهل، نسمع الأم تصرخ يائسة "بطل دوشة يا حمار"...أو "آه يا كلب..كده كسرت الفازة؟"

ثم يبدأ ذلك الطفل بعد ذلك بالخروج الى العالم الخارجي و اكتشاف كنوزه "السبابية"، ليتفتح ذهنه على أنواع جديدة من السباب و الشتائم التي "لا يصح" أن ينطقها الأهل أمام الأولاد أو على الأولاد مع وضع في الاعتبار أنها لا تزال شتائم "بريئة" بعض الشيء نسبة الى الشتائم الاخرى التي سأتحدث عنها بعد قليل.

بعد ذلك يبدأ ذلك الذي كان طفلا و لم يعد طفلا الآن الى اكتشاف ذلك العالم المحرم و الشيق و المثير و الغامض تماما بالنسبة له...بلغة أبسط...يبدأ أول خطواته في الثقافة الجنسية.

يبدأ ذلك الهمس بين الأصدقاء عن تلك الألغاز، يبدأ الحديث المشوق – من وجهة نظر ذلك الذي كان طفلا- عن هذه المنطقة المحرمة، و كلنا يعلم أن المحظور دائما مرغوب، أضف الى هذا أن الحديث في تلك الأشياء طبيعي جدا و غريزي أيضا نظرا لطبيعة الانسان الفضولية من جهة و من جهة أخرى لأن هذا الحديث يعتبر بشكل أو بآخر طريقة لذلك الطفل لاكتشاف تكوين الانسان الجسماني و وظائف أعضائه.

بالطبع كلنا نعلم سبب تلك الابتسامات الصفراء الخبيثة و ذلك الغمز و اللمز بين طفلين مثلا مرت امامهما فتاة جميلة.

و من الطبيعي جدا ضمن تلك المحادثات المشوقة، أن يبدأ أخيرا ذلك الطفل في التعرف على مضمار "السباب البذيء".

في البداية يسمع، ثم يعرف المعنى و يحمر وجهه خجلا...ثم يسمعه مرة أخرى و يضحك...ثم يسمعه مرة ثالثة و يصمت، و أخيرا يتوقف عن سماعه تماما لأنه غالبا من يقوله بعد ذلك.

يقوله أول مرة للتجربة فقط...

ثم يقوله بعد ذلك للنيل من شخص.

ثم يصبح عادة لديه.

و يمل من ذلك اللفظ فيبحث عن غيره شرها، أريد الجديد..أريد الأقوى و الاكثر بذاءة، فكلما كان اللفظ بذيئا كلما كنت متفوقا على أقراني، و يجلس متشوقا منتظرا للحظة التي يستخدم فيها ذلك اللفظ ضد شخص ما، ليرى علامات الحرج على وجهه أو علامات الاعجاب من أقرانه.

كل ما سبق طبيعي جدا...و منطقي للغاية..لكن الغير طبيعي أبدا، و الغير منطقي على الإطلاق هو ما يحدث الآن.

لقد صار السباب البذيء مثل العلكة في فم الجميع خاصة الشباب، يستخدمه الشباب بينهم و بين بعضهم في حديثهم اليومي و كأن ذلك السباب أصبح من المفردات اللغوية اليومية!

في الماضي...كان هذا يحدث في السر بعض الشيء أو كما نقول "بينهم و بين بعض"، أما الآن فقد تطور الموضوع بعض الشيء ليصبح هذا الكلام على الملأ و أمام الجميع و دون خوف أو حرج.

ترى الشاب يتوجه راكضا الى صديقه الذي لم يره منذ فترة و ترى واضحا من مصافحته و احتضانه لذلك الصديق كم الشوق و الحب، ثم تسمع حديثه و هو يصافحه ليؤكد له أن "ايه يابني؟ انت مختفي فين كل ده يابن الـ.....و مابتتصلش ليه يابن الـ...."!!

و الأغرب أن ذلك الصديق ابن الـ.... و ابن الـ...تراه مبتسما ضاحكا سعيدا جدا بتلك الشتائم التي – من وجهة نظره – تخبره بشكل أوضح حجم اشتياق صديقه اليه؟

و كلما كان اللفظ أكثر سفالة، كلما اكد ذلك مدى معزة ذلك الصديق عند صديقه!

شيء آخر نستطيع أن نقول عنه أنه أصبح "رسميا"، الوصف....و هذه النقطة بالذات تجبرني على الاعتقاد أن الشباب الآن يمتلكون قدة قراءة الأفكار.

نجد فلان يتحدث عن السيارة الفلانية مثلا و انها سيارة جميلة جدا و قوية جدا أو أنها الأفضل بين السيارات..فنجده يقول " العربية دي جامدة آخر حاجة...عربية بنت......و امها مش عارف ايه.. و أبوها أبصر ايه"...

و في واقعة اخرى نراه يتحدث عن سيارة أخرى ضعيفة أو "مالهاش لازمة" قائلا "يا عم دي عربية بنت...و أمها مش عارف ايه و ابوها أبصر ايه!!"...

الجملة هنا هي نفسها و ذاتها الجملة هناك، لكن في أحدهما جاءت بمعنى المدح و في الأخرى جاءت بمعنى الذم و الجميل في الموضوع أن الطرف الآخر يبتسم مؤكدا واثقا و قد وصله المعنى كاملا دون توضيح و علم تمام العلم ما يقصده المتحدث سواء بالذم أو المديح!

ثم نأتي لنقطة أخرى...

هل تتذكر حين تحدثت في بداية المقال عن ذلك الطفل و ذلك الذي كان طفلا و بداية استخدامه لتلك الألفاظ على استحياء؟ عذرا...هذا أيضا لم يعد موجودا الآن، ترى الطفل البريء "حلو كده و زي الفل و يشرح القلب الحزين" و هو لم يتعد الخامسة بعد من عمره يركض في الشارع خلف أحد أقرانه أو اصدقائه مؤكدا لجميع سكان الحي و من يستطيع أن يسمعه أن "تعال هنا يابن الـ.....أمك و ابوك و العيلة"!

الأكثر فجاعة، أن هذا الموضوع لم يعد يقتصر فقط على البنين أو الأولاد أو الشباب، بل لقد تطور و اخذ علاوة و وصل أيضا الى البنات و الفتيات، أقسم أنني كنت في أحد محلات السايبر أو "نت كافيه" كما نطلق عليه، و رأيت طفلة جميلة بريئة لم تتعد بعد الأربع سنوات و قد قررت أن تجرب احد الألعاب الجديدة، الطفلة بريئة، رقيقة مثل نسمة الهواء.. و بعد فترة من تجربتها للعبة..وجدتها تترك الجهاز بغضب صارخة " ايه اللعبة الـ......دي"؟؟!!!!

طبعا هذه "الـ...." عبارة عن لفظ بذيء جدا و سافل للغاية!

و في حادثة أخرى سمعت بأذني حديثا يدور بين فتاتين في الجامعة، بالطبع لم أكن أقصد استراق السمع، و بالتأكيد ايضا لم تعرف الفتاتان أنني اسمع حديثهما، لكن وصلت الى مسامعي كلمة واحدة جعلتني أركز في الحديث كله و أسمع بقيته، ببساطة شديدة...الحديث أقل ما أستطيع أن أصفه به هو كلمة "قذر"!

و غير هذا الكثير و الكثير من المواقف التي أعلم تمام العلم أنها مرت عليكم جميعا و صادفتكم جميعا أيضا هذه الأيام.

الأخطر من كل هذا أن هذه الشتائم أو البذاءات قد بدأت تتسلل الى الاعلام و الأفلام أيضا، راجع فيلم سهر الليالي أو فيلم عمارة يعقوبيان أو شاهد فيلم هي فوضى أو حين ميسرة.

و كأن هذه الألفاظ صارت عادية جدا و لا تخدش الحياء على الإطلاق!

بل إن الموضوع وصل الى اعلانات التليفزيون أيضا! تخيل؟!!

كلنا بالطبع شاهدنا الاعلان الرائع جدا للرائعة ياسمين عبد العزيز و هي تلوح للقرد في أحد اعلانات شبكات الهواتف المحمولة بالتفاحة الحمراء و تضحك ضحكة ساخرة خبيثة!

كلنا يعلم ما تقصده بهذه الحركة... و مع ذلك بقي ذلك الاعلان فترة طويلة يشاهده الجميع يوميا على شاشات التلفاز!

و أذكر منذ ما يقرب من الأربع اعوام تقريبا كان هناك اعلانين أحدهما عن بنك على ما اتذكر و الآخر عن جامعة علم...أي و الله جامعة علم، في الاعلانين تلميحات بذيئة جدا جدا جدا جدا....

لكن – و هذا أمر عجيب – تم ازالة الاعلانين تماما و منع عرضهما!! خير اللهم اجعله خير؟!

بالطبع من المفترض الآن أن أقدم الحل الصريح و الروشتة السحرية لعلاج هذه الظاهرة.

لكني للأسف لا أمتلك مثل هذه الروشتة... و لا اعلم شيئا عن الحل الصريح لها.

فكيف يكون هناك حل مثلا حين يسب طفل صغير طفلا آخر بالفاظ بذيئة بذيئة بذيئة... و أمام رجل كبير محترم، و يمضي الرجل دون كلمة واحدة و دون أي لوم للصغير.. و قد قرر أنه "بلا وجع دماغ" أو "ياكش يتحرق" أو " يا عم و أنا مالي؟ افرض قل أدبه عليا"؟!!!!!

في الحقيقة...أرى الموضوع قاتما جدا....و ربما بلا حل على الاطلاق.

لذلك....أرى أن ظاهرة سباب المدرجات ستظل موجودة....

بل ستزيد....

لكني كلي أمل في الاجيال القادمة بإذن الله..ربما يكون الحل عندهم....

لكن أرجوك...لا تأمل في ذلك كثيرا عزيزي القارئ....

فالأجيال الجديدة ارى أنها ستقدم خدمة ترجمة الشتائم الى الانجليزية ليس إلا...

فبسم الله ما شاء الله الأجيال القادمة يسبون أيضا.. و سباب بذيء جدا أيضا...

لكنه بالانجليزي...كله بالانجليزي يا باشا...

و بالتأكيد هذا سيرفع شان تعليم اللغات في البلد...

و ربما في القريب العاجل بمشيئة الله تعالى...سنسمع شتائم المدرجات...بالانجليزي.
sawone
sawone
صديق مميز
صديق مميز

ذكر
عدد الرسائل : 470
العمر : 32
وطني : (((☺☻)))||| يا ابن الـ ''...........'' ب United_Arab_Emirates
تاريخ التسجيل : 11/09/2007

بطاقة الشخصية
نقاط التميز: 61

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى